يعد التهاب المعدة من الأمراض الشائعة والتي تسبب أعراض متعبة ومزعجة جدا، يمكن أن تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة، أو فترات قصيرة ثم تختفي من تلقاء نفسها. سيتم علاج التهاب المعدة بناءً على نوع الالتهاب وسببه، وشدة الأعراض.

ما هو التهاب المعدة؟

يتميز التهاب المعدة بالتهاب وتهيج بطانة المعدة، مما يتسبب في ظهور أعراض مزعجة. قد تكون هذه الأعراض دائمة أو فترات قصيرة، وقد لا تظهر أعراض أو تكون طفيفة جدا.

الجدير بالذكر أن التهاب المعدة هو أحد المضاعفات لعدد من الحالات، وغالبًا ما يكون عدوى تصيب بطانة المعدة بواسطة بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري. 

هناك مجموعة متنوعة من الحالات التي يمكن أن تهيج والتهاب بطانة المعدة بما في ذلك:

• التدخين.
• الاستهلاك المفرط للكحول.
• الإفراط في استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.
• مهاجمة الجهاز المناعي للجسم لبطانة المعدة (التهاب المعدة بالمناعة الذاتية).
• التهابات المعدة البكتيرية أو الفيروسية الأخرى.
• تدفق حمض الصفراء إلى المعدة من الاثني عشر (ارتداد الصفراء).
• العلاج الإشعاعي.
• إصابة جسدية أو صدمة.
• حالات أخرى مثل الساركويد أو التهاب المعدة والأمعاء اليوزيني.

أنواع التهاب المعدة

التهاب المعدة الحاد

عادةً ما يكون التهاب المعدة حالة مؤقتة تسمى التهاب المعدة الحاد، وتختفي في غضون أيام قليلة إلى أسبوع. يمكن أن يساعد العلاج الفوري في منع المضاعفات الخطيرة لالتهاب المعدة الحاد، مثل قرحة المعدة – تقرحات بطانة المعدة – ونزيف المعدة. 

 التهاب المعدة المزمن

أما التهاب المعدة المزمن غالبًا ما تكون تقدمية ويمكن أن تؤدي إلى ترقق بطانة المعدة (ضمور المعدة) أو استبدال أنسجة المعدة بأنسجة مختلفة التكوين. 

يمكن أن تفقد المعدة قدرتها على إنتاج الحمض والمواد الأخرى التي تساعد على الهضم، مما يسبب نقص فيتامين ب 12 الذي يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم الخبيث. 

يعتبر التهاب المعدة المزمن أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، وهو أيضًا عامل خطر رئيسي لسرطان المعدة.

تشخيص التهاب المعدة

يتم تشخيص التهاب المعدة في المقام الأول من خلال الأعراض التي يصفها المريض، في احيانا كثيرة قد يطلب الطبيب المعالج إجراء منظار علوي لتقييم درجة وشدة الالتهاب وقد يحتاج إلى أخذ عينة من أنسجة المعدة ولكن التشخيص النهائي يتطلب فحص بطانة المعدة والنظر إلى عينة من أنسجة المعدة تحت المجهر. 

قد يستخدم أخصائي الرعاية الصحية أيضًا اختبارات الدم أو اختبار البراز، أو اختبار التنفس لتشخيص عدوى البكتيريا الحلزونية، أو أي حالات أساسية أخرى.

 بالنسبة للمرضى الذين يعانون من التهاب المعدة المناعي، يلزم إجراء اختبارات الدم لتحديد فقر الدم وعلاجه.

أعراض التهاب المعدة

لا توجد أعراض نموذجية لالتهاب المعدة. قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المعدة من:

• آلام في المعدة.
• شعور حارق في المعدة.
• غثيان.
• التقيؤ.
• الانتفاخ.
• التجشؤ.
• فقدان الشهية.
• الشعور بالامتلاء.

غالبًا ما تظهر هذه الأعراض أو تتفاقم بعد تناول الطعام. ومع ذلك، يشعر العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المعدة بأعراض خفيفة أو لا توجد أعراض على الإطلاق.

خيارات علاج التهاب المعدة

في حين أن مضادات الحموضة ومخفضات حمض المعدة يمكن أن تخفف الأعراض، فإن علاجات التهاب المعدة تركز على حل الحالة الأساسية، لذلك، يمكن أن يختلف العلاج بشكل كبير اعتمادًا على سبب ونوع التهاب المعدة.

الأدوية

• القضاء على البكتيريا هو الهدف الأساسي عند علاج عدوى البكتيريا الحلزونية؛ سيوصف للمرضى مثبطات مضخة البروتون (PPI) والمضادات الحيوية. 
• يشمل علاج الالتهابات الفطرية أو الفيروسية أنواعًا مختلفة من المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. 
• يمكن أن تساعد مضادات الحموضة التي تُصرف دون وصفة طبية أو مخفضات حمض المعدة في تخفيف الأعراض.

الإمتناع عن المسببات

عندما يحدث التهاب المعدة بسبب تهيج من السموم (مثل التدخين أو الكحول) أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تؤدي إلى تآكل بطانة المعدة (مثل الإيبوبروفين والنابروكسين)، فإن العلاج الأساسي هو التوقف عن تعريض المعدة لهذه المهيجات. 

أيضاً يجب الامتناع عن الأطعمة التي تسبب تهيج بطانة المعدة وتحسسها.

التهاب المعدة المناعي الذاتي

يتم علاج التهاب المعدة المناعي الذاتي، الذي غالبًا ما يسبب فقر الدم الخبيث، بحقن فيتامين ب 12 وحقن الحديد.

أدوية التهاب المعدة

يتم علاج التهاب المعدة بأدوية مختلفة عندما يكون سببه عدوى هيليكوباكتر بيلوري، وسيتطلب التهاب المعدة المناعي الذاتي مكملات الحديد أو فيتامين ب 12. أيضاً تساعد مضادات الحموضة ومخفضات الأحماض في التعايش مع الأعراض.

المضادات الحيوية

عندما يحدث التهاب المعدة بسبب عدوى البكتيريا الحلزونية، فإن الأولوية القصوى هي القضاء على العدوى، وعادةً ما يتضمن العلاج نظامًا من الأدوية الثلاثية من 10 إلى 14 يومًا يتكون من اثنين من المضادات الحيوية ومثبط مضخة البروتون أو ملح البزموت. 

يزيل العلاج بالعقاقير الثلاثية عدوى الملوية البوابية بشكل فعال في أربعة من كل خمسة مرضى. إذا لم ينجح العلاج الدوائي الثلاثي، فقد يجرب الطبيب علاجًا رباعيًا بالعقاقير أو سلسلة من الأدوية.

مثبطات مضخة البروتون

مثبطات مضخة البروتون (PPIs) هي خط العلاج الأول لعلاج التهاب المعدة بسبب عدوى البكتيريا الحلزونية. تقلل المخفضات القوية لأحماض المعدة (مثل أوميبرازول، لانسوبرازول، وإيزوميبرازول) من إفرازات حمض المعدة. نتيجة لذلك، يمكن أن تساعد مثبطات مضخة البروتون في تحسين التئام بطانة المعدة عند استخدامها مع المضادات الحيوية التي تقاوم العدوى. 

تعمل مثبطات مضخة البروتون أيضًا على تخفيف تهيج بطانة المعدة عن طريق تقليل حمض المعدة. 

حاصرات الهيستامين

حاصرات الهيستامين 2، أو حاصرات H2 (مثل سيميتيدين أو نيزاتيدين)، متاحة بدون وصفة طبية لتقليل حمض المعدة وتخفيف أعراض التهاب المعدة الحاد. 

على عكس مثبطات مضخة البروتون، تعمل حاصرات H2 على تقليل إفرازات المعدة عن طريق منع مادة الهيستامين والتي من شأنها أن ترسل إشارات لخلايا المعدة لإفراز الحمض.

أملاح البزموت

يعمل سترات البزموت وسبساليسيلات البزموت على تحييد حمض المعدة، وتقليل التهاب بطانة المعدة، وقتل البكتيريا، ومنع بكتيريا الملوية البوابية من الالتصاق ببطانة المعدة. 

يمكن تناول أملاح البزموث مع المضادات الحيوية لتحسين التئام المعدة الناجم عن بكتيريا الملوية البوابية.

مضادات الحموضة

يمكن تخفيف أعراض التهاب المعدة وتسكين الألم الناتج عن حمض المعدة باستخدام مضادات الحموضة التي تصرف  بدون وصفة طبية مثل كربونات الكالسيوم أو بيكربونات الصوديوم، أو هيدروكسيد المغنيسيوم، وهي أدوية تؤخذ مع وجبات الطعام لتقليل الحمض في المعدة. 

المكملات الغذائية

خط العلاج الأول لالتهاب المعدة المناعي الذاتي هو علاج فقر الدم بمكملات فيتامين ب 12 وحقن الحديد، حيث يقلل حمض المعدة المنخفض الناتج عن التهاب المعدة المناعي الذاتي من قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام. كما أن قلة توافر إنزيم البيبسين في المعدة يقلل من قدرة الجهاز الهضمي على إطلاق وامتصاص فيتامين ب 12 من البروتينات والمواد الغذائية.

ما هو أفضل دواء لالتهاب المعدة؟

لا يوجد دواء “أفضل” لالتهاب المعدة. يعتمد العلاج الدوائي على طبيعة الحالة وشدة الأعراض وخطر حدوث مضاعفات. قد يكون من الصعب علاج عدوى جرثومة المعدة، لذلك ربما يلزم تجربة أكثر من نوع واحد من العلاج.

أما عن أدوية التهاب المعدة فيمكن مقارنتها في الجدول التالي:

الوقاية وإدارة التهاب المعدة منزلياً

التهاب المعدة له أسباب عديدة، لذلك لا توجد طرق منزلية وقائية لعلاج هذه الحالة. ومع ذلك، هناك بعض التعديلات في نمط الحياة وبعض العلاجات المنزلية التي قد تخفف الأعراض بشكل كبير مثل:

• تناول عدد وجبات كثيرة صغيرة الكمية  في اليوم بدلًا من تناول وجبات كبيرة الكمية وقليلة العدد.
• تجنب الأطعمة التي تضر بالمعدة وتهيجها، مثل الكحوليات أو الأطعمة الغنية بالتوابل.
• تجنب الأطعمة التي يمكن أن تزيد من حموضة المعدة، مثل الألبان والأطعمة الدهنية والقهوة والمشروبات الغازية.
• توقف عن التدخين، فقد  يتسبب التدخين في تهيج بطانة المعدة وزيادة حموضة المعدة.
• لتسكين الآلام، تجنب تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بإفراط مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين. بدلًا من ذلك، قم بالتبديل إلى عقار الاسيتامينوفين.
• استخدم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل مضادات الحموضة أو مخفضات الأحماض للتخفيف من الأعراض في وقت الوجبة. 

يمكن أن يؤدي علاج التهاب المعدة إلى تحسين الأعراض، وتقليل فرص حدوث مضاعفات. سيوصي طبيبك المعالج بالعلاجات بناءً على نوع التهاب المعدة لديك وسببه، فاتبع التعليمات بعناية.